Wednesday, January 16, 2013

مشال عون، جبران بسيل، فادي عبود ... كلوا خرا


أفضلتَ علينا يا معالي وزيرالسياحة فادي عبود. شكراً لك على تصريحاتك المدروسة بعمق. إنها فعلا مؤامرة على سياحتك الموصوفة والفريدة من نوعها عالمياً. فما أن سمعنا، نحن اللبنانيين المقيمين في الإمارات العربية تصريحك بأن "الإمارات تآمرت على السياحة اللبنانية بنية كسب السياح"، حتى بدأنا بتوضيب ثيابنا الشتوية والصيفية، وتركنا منازلنا في الإمارات وقررنا اللحاق بك حتى بتنا "نتفركش" ببعضنا بعضاً

لكن بعض الخارجين على القانون على طرق المطارات في دبي، (فكما تعلم في دبي 3 مطارات والرابع بات جاهزا) عرقلوا سيرنا بعد أن أضرموا النار بدواليب السيارات. كما أن مجموعة مشاغبين أجبرتنا على حمل حقائبنا مسافة طويلة، وتعرضنا للخطف من قبل أفراد عشيرة خارجين على القانون ينعتون هنا "بالمقاديدة" ففاتتنا الرحلة المتوجهة إلى بيروت. وللأسف ما زلنا هنا نعمل ونكسب رزقنا بعرق جبيننا ونحقق نجاحاتنا من دون واسطة ولا طائفة

معالي الوزير،
أنا في العادة أنتقد الفنانين على بياض هذه الصفحة، وعادة ما أترك أفكاري بخصوص الوطن تنخر عظامي وحدي وأنا أرقب فشلكم العظيم في بناء جسور المودة والمحبة وإعادة اللحمة إلى ذاك الوطن الذي أحببناه جميعا، وحملناه معنا أينما ذهبنا. لا بل تحولنا إلى سفراء له ننشر حكاياه الجميلة ونغرق في الحديث عن طبيعته وصفاء سمائه

فاسمح لي معاليك بأن أخبرك أشياء قد تكون عرفتها، لكن لعل في الإعادة إفادة. لقد تخطانا العالم يا معالي الوزير، وسئم من أخبارنا ومن ثرثرتنا حتى بتنا "مسخرة" أمام خلق الله بسببكم يا حكام الوطن الصغير. هل تعلم كم كان عدد السياح في دبي ليلة رأس السنة؟ لقد تخطى المليون سائح ولم تحصل ضربة كف ولم يضرم أحد النار بدولاب، ولم يقفل أحد طريق المطار، وكانت كل الطرقات سالكة، والكهرباء مشعشعة كالعادة

كان الطقس بديعاً والناس من جميع أصقاع الأرض يستمتعون بعزف الأوركسترا السمفونية قرب برج خليفة، ويراقبون رقص النافورة الأجمل في العالم. وما إن اكتمل الزمن وأعلن العام نهايته، انطلقت ضحكات الأطفال ولمعت عدسات الكاميرات من كل صوب لتسجل تلك اللحظات السعيدة في سماء زيّنتها الألعاب النارية لا الرصاص الخطاط الذي ينطلق بعد كل خطاب لأي من زعماء الحروب الصغيرة

عن أية سياحة تتحدث معاليك؟ عن أمن مطار بيروت؟ أو عن التشبيح داخل حرمه؟ عن سيارات التاكسي التي تنتظر السائحين ليقوم سائقوها بتشليحهم وشتمهم في حال رفضوا الامتثال لرغباتهم؟ عن طريق المطار الآمنة؟ عن أسعار المطاعم المتحركة حسب لون بشرة الزبون أو زيه الوطني؟ عن أي شيء تتحدّث؟ عن نشرات الأخبار التي يتحفنا بها الإعلام اللبناني كل مساء محمَّلة بملوثات الوطن؟ أو عن المشعوذين الذين باتوا يتوقعون للدول مستقبلها وكأن من يعيش في ذلك البلد صدّق الكذبة واعتبر نفسه محور الكرة الأرضية

ألا ترى معي أننا بحاجة لعدم تدخلكم في حياتنا نحن المهاجرين بل المهجّرين قسرا بسببكم؟ دعونا نعمل بعيداً عن خلافاتكم وسنمحي شهر آذار من روزنامة حياتنا. ذلك الشهر الذي سرقتم أعداده وبات كالشيطان لأي لبناني حريص على مستقبله. لقد عرّيتم أنفسكم وعريّكم بات عارا علينا. نحاول أن نخبّئ هذا العار كل يوم لكن الرائحة الكريهة تنبعث منه وتقتلنا. من أنتم؟ ماذا تريدون؟ أنتم منقسمون دائما ومفلسون وغير قادرين على تحسين شروط العيش لمواطنيكم. أين الكهرباء؟ هل وصلت بواخركم الموعودة؟ هل وجدتم حلاً للتخفيف من زحمة المرور؟ هل أعدتم مخطوفي (ضيوف) أعزاز؟ ماذا فعلتم؟

آخر ما نتج عن أفكاركم السوداء هو أن النازحين السوريين هم سبب كل مشاكل لبنان، وتعملون الآن وبكل موضوعية على إعادتهم إلى سوريا لتتم تصفيتهم وتريحوا العالم منهم فيحصل اللبنانيون على الزيادة المضافة إلى رواتبهم وتفتح الطرقات وترفع الجسور وتعلن حالة من الفرح مع خروج آخر نازح ويتم تسليمه لضباط المخابرات السورية

أليس من الأفضل أن تصمت وتنقل صمتك إلى الآخرين وأن تعيد النظر في قرار منع التدخين لأن الإلتزام به بات أضحوكة للمساكين؟ أليس من المفيد أن تترك الشعب اللبناني يتدبر أمره كما كان على طول الأزمان من دون حكومة ليتعثر هنا وينهض هناك.. والله، كما جرت العادة، "بيدبّرها"؟